الغطارف العدنية .. والحجة فطوم
من الرقصات الشعبية في عدن زمان
((عدن حرة)) عدن :
الخميس 2014-03-06 23:16:39
الغطارف .. أي الزغاريد إنها أجمل الأصوات التي يسمعها الإنسان حين الفرح ولها مناسبات كثيرة والغطارف عمومآ هي في الفرح في أي مناسبة ، ولكن في دنيا المناجمه العدنية واللكاعه قد تطلق الزغاريد * لكاعه ومشامقه * ، وأذكر مصطفى عبد اللاه حين دخل الإنتخابات البلدية أول مرة وفشل فيها ، أستقبله عيال الحافة بزفه حناني طناني تشفي به وشاركت حريم حافة القاضي بغطارف لكاعه وتشفي بمصطفى عبدالاه وفشله.

الغريب والجميل في الأمر هنا في القاهرة في المنطقة التي أسكن فيها وحين تنطفي الكهرباء وطبعآ لمدة ساعة وأحيانآ ، وحين تعود الكهرباء يقوم حريم جيراني من المصريات بإطلاق الغطارف لكاعه بعودة الكهرباء ، أضحك جدآ من هذا العمل الساخر وغطارف اللكاعه . أحب جدآ اصوات الغطارف لأنه تعبير عن البهجة والسرور.
قالت الحجة فطوم أصبر يا محمد با أعمر ماي فرست بوري وبا اجيب لك عواف العيد قليه ولوز وزعقه وحلاوة بيضاء بالسكر - وقهوة مزغول.
يا حجة فطوم نقبت كثيرآ في بطون الكتب أبحث عن تاريخ الغطارف ولم أجد أي معلومة ،ومن خلال أسفاري الكثيرة لم أجد الغطارف في الغرب أو الشرق مثل الهند ، إندونيسيا الباكستان أو إيران. وجدت الغطارف في تركيا وسوريا ولبنان والأردن ، فهل الغطارف عادة تركية في إعلان الفرح .

وفي عدن كانت هناك سيدات عدنيات معروفات في حوافي عدن ، ويحضروا يوم العرس وكانت لهم أصوات قوية وطويلة وجميلة في الغطارف ، ويقوم أصحاب الفرح بتكريمهم باعطائهم الهدايا ، أذكر منهم جدتي عزيزة ، والخالة حليمة بنت البوشه ، والحجة عتوق بنت الخياط ، والخالة هاجرة أم محمد علي فرور ، والحجة جنة بنت الخدشي. وفي الريف كانت الغطارف معروفة وجميلة وأذكر حين كنت ضابط في البوليس المسلح ، كان هناك أغنية وزامل معروف لدى العسكر القادمين من الريف وهو يحكي بطرافة قصة شمس التي تزوجت عسكري ولم تتزوج من أبتال البقر – أي المرازع الذي يعتني بالبقر ، فالعسكري سيجلس مع شمس شهر واحد فقط – شهر العطلة للعسكري ولكن بتول البقر هو الباقي الدائم في القرية.
ضحكت الحجة فطوم وقالت هل تذكر هذه الأغنية يا محمد . قلت لها أذكرها بعد مضي 52 سنة من عمري. تقول الأغنية الضاحكة : البجيري حسين قال يا شمس أحجري - كشف جلالش يوم خدتي العسكري - لو خدتي من أبتال البقر - ما العسكري يومين و إن إيدش خلي.

يا حجة فطوم وتبقى الغطارف على مر الزمن باقية ، وهناك نوعية مختلفة من الغطارف وتختلف عن بعض – مثلا غطارف الشام ويتبعها موال ، وغطارف مصر قوية وفيها رنين وصدى ، والغطارف العدنية اكثر موسيقية. وأغلب ظني إن الغطارف صاحبت الرقص والغناء والفرح ، ويبدو إنها جاءت مع الأتراك التي كانت لهم حضارة قديمة مميزة لعبت دور كبير في التأثير على حضارتنا.
يا حجة فطوم ستبقى الغطارف - وصوت الغطارف على نقر الدفوف ورنين الصاجات وإرتعاش الأساور في ظلال البخور .. تبعث في القلب البهجة والسرور - تطلق النفس إلى عوالم سحرية .. سحر الشرق وليل الشرق.
يا حجة فطوم ومن الظريف جدآ حين زار القاهرة الدكتور كيسنجر وزير خارجية امريكا ، سئل عن الأشياء الجميلة التي أعجبته عند زيارته لمصر . قال ضاحكآ : أصوات الغطارف التي أستقبل بها .. ورقص نجوى فؤاد .
قلت في نفسي يا ريتك شفت الساحرة سامية جمال - سترى ما يحدث لك !! ما حدث للملك فاروق حين كان يتخيلها ترقص أمام النيل عند غروب الشمس !!
* محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي القاهرة
ليست هناك تعليقات:
أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع