اخر الاخبار
recent

عدن.. مدينة الموروث الثقافي الإنساني ، فلا تشعلوا نار الفتنة على أرضها





((عدن حرة)) عدن:
الخميس 2014-04-10 00:32:41




بقلم الاستاذة : نادرة عبدالقدوس




عندما يدافع أهالي عدن عن موروثها الثقافي والطبيعي وعن تاريخها التليد ،
لم ولن تشغل هذه الأفكار الضيقة والتفاهات المذهبية والطائفية والعقائدية أذهانهم،
لأن حضن عدن الدافئ لجأ ويلجأ إليه منذ آلاف السنين ، حتى اليوم ،  كل هؤلاء الذين تركوا ويتركون إرثهم الثقافي ويمضون .



لذلك تعايش وما زال يتعايش أهالي عدن ، باختلاف ثقافاتهم ، بسلام وبتسامح كبيرين .


لم تعرف عدن الفتنة الطائفية ولا العقائدية ولا المذهبية منذ خلقها الرحمن،
الكل في عدن يحب الآخر ويشاركه مناسباته الدينية والعقائدية والاجتماعية المختلفة، بأتراحها وأفراحها .


من الأول من محرم إلى عاشوراء الكل فيه سواء ، وفي كل بيت طقوس خاصة بأهلها..


تأتي زيارات أولياء الله الصالحين والكل يبتهج ويحتفي ؛ فلا نعرف سني من شيعي في هذه المناسبة ،


وقديماً كانت الجالية اليهودية ، أيضاً تتشارك مع المسلمين في هذه المناسبة وكذا المسيحيون .



والمسلمون في عدن كانوا يهنئون المسيحيين واليهود في احتفالاتهم المختلفة ،


ولعمري ما زالت صور من ذلك الماضي الجميل حية في خاطري ،
ولا أظنها غائبة في خواطر الكثير ممن عاشوا تلك الأيام.


اقول هذا الكلام لمن يحمل في يده اليوم فتيل فتنة طائفية ليشعلها في عدن المسالمة ، الهادئة ، المتسامحة والمحبة للكل إلا من لا يطيق هذا السلام وهذا التسامح ..


عدن تدافع عن مساجدها وقبور أوليائها ومعابد الديانات الأخرى وقبور غير المسلمين ، بكل اختلافاتهم الطائفية والسنية ، وعن كل إرث تاريخي ثقافي وديني وموروث طبيعي ، منذ عقدين من الزمن ، فأين كان هؤلاء من هذا التاريخ ؟ 




عدن أيها السادة ، مدينة المدن الحضرية ، وأول من عرفت التعايش المدني والحضري في الجزيرة العربية كلها مع خليجها.. عدن لا تنتظر من ينوب عن أهلها في الدفاع عنها وراء ستار الطائفة (الفلانية) أو ما شابه ذلك ،
لأنها لا تعرف غير أنها أرض الحضارات وأرض الثقافات المختلفة .


لا تزايدوا على عدن ؛ فأهلها يستطيعون الدفاع عنها ، وليسوا بحاجة إلى من يفتح ثغرة لإشعال فتيل الفتنة الطائفية أو الجهوية.
وعدن ترحب بكل من يصدقها القول ،


صورة لإجتياح الجنوب قبل عقدين من الزمن



أما من يحاول العبث بها ويتسربل بما لا يليق بنواميسها فليمضي بعيداً.


اذهبوا من حيث جئتم أيها الضالون ، لأن عدن لا تحتضن الأشرار ، ولا من يحمل في نفسه ريبة وقلة احترام لتاريخها وموروثها الثقافي.


حسبها عدن معاناة أبنائها وهدم لجبالها والسطو على أراضيها وردم لبحارها ونهب لممتلكاتها ،
ومحاولة لطمس هويتها منذ عقدين من الزمن .


اذهبوا بعيداً عنها رجاءً ،
فمن يدّعي حبه لعدن عليه احترام تاريخها وموروثها أو ليرحل.

ليست هناك تعليقات:

أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع

يتم التشغيل بواسطة Blogger.