اخر الاخبار
recent

عدن زمان .. ذكريات إذاعية قديمة






((عدن حرة)) عدن :
الخميس 2014-04-10 02:54:36


كتبها الاعلامي القدير / جعفر مرشد


جميل مهدي وتهمة التجسس ( الجزء الأول )


برز الزميل جميل مهدي منذ التحاقه بالاذاعة كمذيع ناجح لما يتمتع به من ثقافة عالية وصوت جذاب يشدك الى سماعه ولباقة في الحديث وروح مرحة .


كان دائم الابتسامة دمث الأخلاق مجيدا لأداء النكتة مما يجعلك لاتمل الجلوس مع، وهذا ما جعلني ومجموعة من زملاء العمل الاذاعي آنذاك نقضي معظم أوقات الفراغ جلسات جميلة داخل الاذاعة وخارجها مع جميل، وكنا اذا مافكرنا بمقيل قات فان المقيل لايحلو الا بوجود الزميل جميل مهدي ونسعد عندما يشدو بصوته العذب لاي أغنية وكنت دائما على يقين انه لو طرق باب الغناء لحقق نجاحا كبيرا .


قدم جميل مهدي العديد من البرامج الاذاعية الناجحة في الاذاعة والتلفزيون وكان ناجحا ومتميزا فإضافة إلى مؤهلاته وقدراته فقد ساعدته وسامته على كسب صداقة الكاميرا والمعجبين.


ولم يكتف بتقديم البرامج ذات الطابع الجماهيري فكان الى جانب ذلك يقوم بقراءة نشرات الاخبار باللغة الانجليزية التي كان متمكنا منها وكان من افضل المذيعين في تقديمها على الرغم من عدم دراستها خارج البلاد وهذه موهبة لايتمتع بها كل من درس وأجاد اللغة الانجليزية


كما ان قراءة نشرة الاخبار بهذه اللغة تتطلب اداء سليما لمخارج الالفاظ ليتسني للمستمعين فهمها بما يتناسب ومستوى كل مستمع مثله مثل المدرس في المدرسة .


اختار الزميل جميل مهدي شريكة حياته من احدى الموظفات العاملات في وزارة الثقافة والاعلام وهي الانسة الفاضلة "ماجدة" كريمة المرحوم مهيوب سلطان الشخصية العدنية المعروف والذي زاول لعبة التنس الارضي الى سن متاخرة من عمره،


ومن المعروف ان السيدة ماجدة هي شقيقة الاديب والشاعر وصاحب صحيفة " الشباب " في الخمسينات الاستاذ يوسف مهيوب سلطان والاخ الصديق محمد مهيوب سلطان الدكتوراخصائي في الامراض الباطنية وهو من خريجي بريطانيا والذي اضطرلمغادرة وطنه بسبب المضايقات الكثيرة التي تعرض لها من بعض الاميين في الرقابة العمالية بعد تشكيلها في بداية السبعينات ،


وهي ايضا شقيقة المهندس حسين مهيوب سلطان لاعب تنس طاولة الشهير في نهاية الخمسينات وبداية الستينات ولها من الاخوة الاخرين الذين كانو حينها صغارا لم اتعرف عليهم وقد كنت اول المباركين للزميل جميل مهدي علي هذا الاختيار. تعرض الزميل جميل مهدي لمصيبة كان بسببها قد قاب قوسين او ادني من الاعدام او السجن الطويل وهذا ما سوف يتم الإشارة إليه في الجزء الثاني من الحلقة الأولى من ذكريات إذاعية قديمة .


الجزء الثاني من صبيحة 22 /يونيو 1969 م 
 




عيش وملح .....


كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة ظهرا فاحضرت الغذاء الذي داخل ( البرتن) وكان مكونا من اربعة طوابق لان سعر الرطل من اللحم البلدي اربعة شلنات الي جانب الرز وكعادتي كنت لااستطيع الاكل لوحدي خصوصا وان ام العيال تعرف طبعي فتعمل حسابها لما يكفي لاكثر من اثنين..


قلت للجماعة يالله تعالو ناكل عيش وملح .فاكل معي القعطبي وعبدالله شرف اما محسن فقد غادر الغرفة وعلي ذكر الغذاء حدث ذات يوم ان تعرضت لمؤامرة من الزميل المذيع احمد الجحدري وضابطة الصوت حكمت الشالذلي اللذين انتهزا فرصة دخولي الاستوديو لقراءة نشرة الاخبار والتهما كل مافي الاوعية ولم اجد الا العظام مجلس الرئاسة........ .


بعد نجاح الانقلاب الابيض ثم تشكيل مجلس الرئاسة التالية اسماهم ...سالم ربيع علي ــ عبدالفتاح اسماعيل ــ محمد علي هيثم ــ علي عنتر ــ محمد صالح عولقي .


وقد اقسم هؤلاء اليمين الدستورية في 24/6/1969 علي يد احمد محمد قعطبي ومحمد سعيد عبدالله (محسن)واثنين من القضاة السودانيين .


ومن ثم بدات القرارات والمراسيم الجمهورية تنهال علي قسم الاخبار وكذا البرقيات المؤيدة للحكومة الجديده من مختلف دول العالم بعد تشكيل الحكومة وتعيين الوزرا والمدراء لمختلف الدوائر الحكومية...


وبما ان اللجنة المركزية كان موقعها قريبا من مبني الاذاعة (فرع وزارة الشباب والرياضة حاليا) كنا نذهب لاستلام البرقيات من مكتب رئيس الوزراء محمد علي هيثم الذي لايقل وسامة عن عبدالفتاح اسماعيل اصبعه(السبابه)مقطوعة من النصف وللامانة فقد كان متواضعا دمث الاخلاق ولايرضي بالباطل فقد جربته بطلب تعويض من وزارة الانشاءات عندما قامت باخذ الة التكسير الحجارة علي عمي الامر الذي ادي الي اصابته بمرض نفساني ولم يتردد الرجل الطيب بالزام وزارة الانشاءات بتعويضه او اعادة الاله ونظرا لحاجتها لها فضلت التعويض المادي ...


عهد القعطبي كان من نصيبنا في الاذاعة والتلفزيون ان عين الاخ القعطبي مديرا عاملا للاذاعة والتلفزيون .


بعد ان سير دفة الامور في الاذاعة والتلفزيون منذ الاستقلال المرحوم نور الدين قاسم بعد اعتقال المرحوم حسين الصافي لمدة عام وكان اعتقاله من قبل من كان له الفضل عليهم في توظيفهم والاخذ بايديهم حتي وصلو الي مناصب عالية والكل يعرف ان التعيينات في المناصب القيادية كانت ذات طابع سياسي .


ففي الاذاعة والتلفزيون كان الاستاذ علوي السقاف علي راس الكوادر الواعية والمقتدرة علي تسيير العمل فعمل مديرا عاما بالوكالة......


يتبع الى الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع

يتم التشغيل بواسطة Blogger.