اخر الاخبار
recent

المنتخبات الكروية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الثمانينات (2 ــ 2)





عدن حرة / خاص :

اعداد:  خالد شفيق أمان

كنا قد تطرقنا في الحلقة السابقة عن منتخبات كرة القدم لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في فترة السبعينيات ، ووعدنا قراءنا الكرام بأن هذة الحلقة ستخصص للحديث عن تلك المنتخبات في فترة الثمانينات وتحديداً منذ عام 1980 وحتى 1989م اي خلال عشر سنوات ، وها نحن نفي بوعدنا وقد قمنا بإعداد حلقة متكاملة عن ذلك ، بهدف تعريف القراء بمدى ازدهار لعبة كرة القدم في تلك الفترة ، رغم شُحة الامكانيات المادية وانعدام وسائل التدريب المختلفة من ملاعب وادوات رياضية وغيرها .

قبل ان نتطرق الى موضوع حلقتنا لابد من تعريف القراء الى ان بداية الثمانينات من القرن الماضي بدأت كرة القدم في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تستعيد ألقها وبريقها ووهجها حتى اصبحت بحق معشوقة الجماهير ، تلك المعشوقة التي عُرفت في الخمسينيات والستينيات ، واُعيدت الى الملاعب عافيتها ، فأكتضت بالجماهير وعشاق اللعبة الذين وصل بهم الهوس حداً لايوصف ، فالشغف والتلهف لموعد المباريات كاد يجعل البعض لايتحدث الا عن كرة القدم والمبارة المرتقبة ، فأشتد التنافس بين فرق الأندية الرياضية ، وبرز اللاعبون وقدموا كل مالديهم من مهارات ، حتى اصبح النادي الواحد يغص باللاعبين من مختلف الفئات العمرية .

هذا التنافس الذي كان قائماً آنذاك ، وهو تنافس ايجابي حيوي ادى الى ظهور واكتشاف مواهب جديدة ، وساعد على رفد المنتخبات بهؤلاء اللاعبين المهاريين ، الأمر الذي جعل من منتخباتنا المختلفة أكان المنتخب الأول او منتخب الشباب او منتخب الناشئين او حتى المنتخب المدرسي يرصع بالمواهب القادرة على الارتقاء بمستوى هذة المنتخبات ، وتقديم نتائج مشرفة في مشاركاتها المحلية والخارجية ، واستمرت الامور تسير بهذا الاتجاه ومعها تطورت ايضاً الجوانب التنظيمية والادارية والقانونية للعبة ، وتطورت ايضاً جوانب تتصل بالمدربين والحكام ، فسُنت اللوائح المختلفة التي من شأنها تنظيم وضبط المسابقات والدوريات للمواسم الرياضية التي وصلت الى اوجها في هذة الفترة ــ اي في فترة الثمانينات ــ .

وهنا استوقفتني مشاهد لازالت عالقة في الذاكرة لتلك الايام التي كنا ننتظر في طوابير طويلة امام بوابات ملعب الحبيشي لشراء التذاكر تم العودة للوقوف في طوابير طويلة اخرى للدخول الى الملعب ، طوابير وحشود هائلة كانت تقطع الطرق العامة الرئيسية المحيطة بالملعب فتتوقف حركة السير وينتشر رجال المرور بزيهم الانيق والنظيف ودراجاتهم النارية على مداخل الشوارع المؤدية الى الملعب للقيام بتنظيم حركة المرور ،

كما اتذكر انه في بعض المباريات التي كانت تقام في اطار الدوري وتأتي متزامنة مع مناسبة من المناسبات الوطنية كانت الفرقة النحاسية التابعة للقوات المسلحة الجنوبية تبدأ بوصلاتها الموسيقية الغنائية التي تعزفها وهي تسير في عرض كرنفالي رياضي مهيب ، ابتداءاً من نقطة انطلاقها من امام شركة التأمين واعادة التأمين حتى تصل الى بوابة الملعب ، حيث تصطف الجماهير على جوانب الطريق وتوجه التحية بالتصفيق والهتافات حتى تدخل الملعب لتأخذ مكان لها في مدرجاته وتبدأ بالعزف مجددا وتدوي الصيحات والهتافات والتشجيع والتصفيق الذي يدوي ويُسمع في الاحياء المجاورة للملعب كالحي التجاري وحي القطيع والروزميت ، وما ان يحضر الفريقين المشاركين في المباراة حتى تهتز مدرجات الملعب من الصيحات والضجيج والصفير وقرع الطبول ، ويمتلئ المستطيل الاخضر بالورق البيضاء التي يقذفها المشجعون في الهواء بصورة عجل طويلة من كل ناحية من انحاء الملعب ، عرس رياضي بل اعراس كانت مباريات الدوريات في فترة الثمانينات .

ان المواسم الرياضية التي اشرت اليها سابقاً لجديرة بأن تفرد لها مساحات واسعة لسرد وقائعها والتطرق اليها بشكل تفصيلي ، لذلك ونظراً لأن المقام هنا لايتسع ، فسنقوم في العدد القادم بأذن الله تعالى بإفراد صفحة خاصة في صحيفة ( عدن حرة ) .

لقد حرصنا ان نضع القارئ في الصورة من ان منتخباتنا الوطنية ومستوياتها القوية ونتائجها المشرفة التي كانت فخراً لنا ، كانت نتاجاً طبيعياً لحراك رياضي متميز في الساحة الجنوبية ، حراك رسم لوحته كل ابناء الجنوب من اداريين واعلاميين ومدربين ولاعبين ومشجعين وتجار وأسر وارباب أسر ومدرسين بل ومسؤلين صغار وكبار ، حراك الجميع ساهم فيه كلاً من موقعه ، وكانت النتيجة منتخبات ومشاركات لازلنا نفاخر بها وسنفاخر بها على الدوام .

المشاركات الخارجية لمنتخباتنا الوطنية

* في منتصف عام 1980م شارك منتخبنا الجنوبي في تصفيات اولمبياد موسكو التي اقيمت مبارياتها في العراق ، خاض اربع مباريات فاز على المنتخب الأردني وخسر من منتخبات الكويت والعراق وسوريا .

* وفي الدورة الاسيوية للشباب التي اقيمت في النيبال في عام 1982م شارك منتخبنا الذي كان تحت قيادة المدرب عباس غلام وغازي عوض مساعداً له ، وبمشاركة الحكم الدولي احمد الفردي ، وقد استعد المنتخب بصورة جيدة الا ان مستوى المنتخبات الاخرى كان ايضاً قوياً ، فتعادل منتخبنا مع الكويت 1 / 1 ، وكاد ان يحقق الفوز في مباراته الثانية امام منتخب الامارات ، الا ان الامور سارت في شوطها الثاني لصالح الامارات نتيجة لضعف اللياقة البدنية لمنتخبنا الذي بالرغم من ذلك كان نداً عنيداً وقوياً وهدد مرمى الامارات اكثر من مرة لكن الحظ لم يحالفه ، وخرج المنتخب الاماراتي فائزاً بهدف واحد فقط مقابل لاشيئ ، وفي الثالثة كان المنتخب السوري قد فاز على منتخبنا 2 / 0 بشق الأنفس .

* وفي يوليو 1985 شارك منتخبنا في الدورة العربية التي اقيمت في المغرب ، ترأي بعثتها حسين النجاشي وعضوية احمد عبدالله قاسم وعوض بامدهف والرديني "اعلاميين" ، وفي اغسطس 1985 شارك  اليمن الجنوبي في كأس فلسطين للشباب تحت قيادة المدرب بايوسف وقيراط مساعداً له ، وتوالت المشاركات الخارجية لمنتخباتنا ، حيث شارك منتخب الشباب في عام 1986 في الدورة الاسيوية للشباب التي اقيمت في المالديف ، ورأس البعثة فضل منيباري ووجدان زيد ، وعوضين "مدربا" وعمر باشامي "مساعدا له" ، وقد ضمت تشكيلة المنتخب كلا من ( كامل صلاح ــ محمود علي عبده ــ عارف عبدربه ــ عامر  ابراهيم ــ سالم علي سالم ــ حميد قريشي ــ ناصر فضل ــ عوض بايوسف ــ خالد عفارة ــ سعيد الناخبي ــ صلاح سيف الدين ــ محمد العبادي ــ منير عوض ــ عمر البارك ــ صالح باحاج ــ عبده باحله ــ صلاح سالم ــ محمد علي محمد ــ عبدالله هادي ــ سعيد عبدالكريم ــ عبدالناصر نديم ) ، تألق عمر البارك بتهديفه "هاتريك" في مرمى منتخب المالديف ، واختتم مهرجان الاهداف منير عوض بهدف جميل لتنتهي المباراة 4 / 0 لصالح منتخبنا ، وفي الثانية خسر منتخبنا امام العراق 4 / 2 سجل لمنتخبنا كامل صلاح وصالح باحاج ، وامام منتخب الكويت بثنائية جميلة لعمر البارك ومنير عوض كانت نتيجة المبارة 2 / 1 لصالح منتخبنا ، وفي الاياب فاز منتخبنا على المالديف 2 / 1 سجلهما كلا من خالد عفارة وعمر البارك ، وخسر  امام العراق 3 / 1 سجل هدفنا اللاعب عمر البارك ،  وامام منتخب الكويت فاز منتخبنا 3 / 0 بأقدام صالح الحاج ومنير عوض وعمر البارك ، وقد تحصل هؤلاء اللاعبين الثلاثة خلال مباريات الدورة على لقب لقب افضل لاعب ، كما تحصل اللاعب عمر البارك على لقب هداف التصفيات بتسجيلة 7 اهداف .

منتخب الشباب

* في عام 1988م شارك منتخبنا الوطني في الدورة الاسيوية التي اقيمت في اندونيسيا برئاسة محمد عبده زيد وتحت قيادة المدرب عباس غلام و خليل طه خليل مساعداً له ، خسر منتخبنا امام اندونيسيا بنتيجة 1 / 0 فيما تعادل مع كوريا الجنوبية 1 / 1 ، وخسر امام البحرين بنتيجة 2 / 0 ، وفي نفس العام شارك منتخبنا الوطني للناشئين في الدورة الاسيوية الثالثة للناشئين التي اقيمت في الكويت بقيادة المدرب فرج بايوسف ، وخاض منتخبنا اربع مباريات قوية وظهر فيها بمستوى جيد ، حيث لعب الأولى مع منتخب السعودية انتهت بالتعادل 2 / 2 سجل هدفي منتخبنا عمر البارك ، تم امام العراق خسر منتخبنا 1 / 0 ،  والثالثة كانت امام الكويت فاز فيها منتخبنا 2 / 0 سجلهما عمر البارك ايضاً ، ومباراته الاخيرة كانت مع منتخب الجمهورية العربية اليمنية وفاز فيها منتخبنا بنتيجة 2 / 0 .

* ظهر منتخبنا الوطني للشباب اثناء مشاركته في بطولة كأس فلسطين الثالثة التي اقيمت في العراق في سبتمبر 1989م بمستوى رائع وحقق انتصارات على منتخبات قوية كانت مرشحة للبطولة وتأهل الى دور الثمانية ، فقد كانت اولى مبارياته مع منتخب الجزائر وانتهت بنتيجة 1 / 1 حيث سجل هدفنا عمر البارك ، 

* بعدها بدأت المنتخبات تحسب لمنتخبنا الف حساب عندما ظهر في هذة المباراة بمستوى اذهل الجميع ، وتألق في مباراته الثانية امام منتخب تونس وامطر مرماهم بثلاثة اهداف مقابل واحد سجلها كلا من عبدالله هادي "هدفين" و صلاح سيف الدين "هدف" ــ وفاز على المنتخب اللبناني بالانسحاب ، وبذلك تأهل منتخبنا ليقابل المنتخب العراقي القوي الذي يلعب على ارضه وبين جمهوره ، الا ان منتخبنا قدم مباراة قوية انتهت لصالح المنتخب العراقي بنتيجة 2 / 0 .

* عن صحيفة عدن حرة في عددها 24 الصادرة اليوم الثلاثاء 





عدن حرة موقع اخباري يهتم بشؤون مدينة عدن جنوب اليمن في جميع الجوانب والمجالات، ويركز على تاريخ عدن وحاضرها وواقعها الحالي

ليست هناك تعليقات:

أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع

يتم التشغيل بواسطة Blogger.