ابراهيم محمد الماس
الفنان الكبير : ابراهيم محمد الماس
نبدة عن الفنان
المرحوم الفنان الشيخ إبراهيم محمد الماس قبل الولوج في حياة هذا الفنان لابد من الإشارة هنا الى البيئة التي نشاء فيها هذا الفنان وكيف كان لهذه البيئة الأثر الكبير على مستقبل حياته الفنية فيما بعد.
ولد الشيخ ابراهيم محمد الماس في مدينة ( كريتر ) وتلقى دراسته في مدارسها الحكومية وبعد انتهاء الدراسة انخرط في الوظيفة الحكومية .
و ينحدر الفنان الشيخ ابراهيم محمد الماس من اسرة كريمة من مدينة شبام كوكبان اي مدينة شبام التي تقع في شمال غرب مدينة صنعاء كان بيت آل حميد الدين متربعا على عرش السلطه وكان الفن بكل صوره محرما سواء كان غناء او موسيقى او رسم او تصوير او نحت لهذا كان اغلب الفنانين يهاجرون الى مناطق اخرى حتى يمكن لهم ان يمارسوا هواياتهم او مهنتهم وهي مهنة الفن خارج سلطة آل حميدالدين .
كانت صنعاء تزخر بالعديد من الفنانين وكان والد فناننا الشيخ محمد الماس من ابرز هؤلاء الفنانين واكثرهم شعبية ولكن نظرا للظروف السائدة في ذلك الوقت آثر النزوح الى جنوب اليمن حتى يتسنى له ان يمارس هوايته بعد مهنته دون حسيب او رقيب وهاجر هو واسرته الى عدن وبقي الكثير من عائلته في صنعاء وبعضهم هاجر الى مناطق مختلفة من العالم العربي مثل الخليج العربي والسعودية وبعضهم ذهب الى مصر وبعضهم ذهب الى الشام وغيرها من ارض الله الواسعه وعند وصول عائلة الشيخ محمدالماس الى مدينة عدن استأجر منزلا حيث اقام فيه هو وعائلته وجعل من منزله ما يشبه الصالون او المنتدى الأدبي والفني حيث كان يجتمع في بيته اهل الفن والطرب من كل صوب وكان كبار الفنانين يقصدونه عند وصولهم من صنعاء منهم الفنان الكبير والذي يرجع له الفضل الأول في تقديم العديد من النصائح والإرشادات وكذلك تدريب العديد من الفنانين الا وهو الفنان الكبير الشيخ محمد العطاب كان الشيخ محمد العطاب بمثابة الموسوعة المتكاملة بالنسبة لفن الغناء اليمني القديم
كان وصوله الى عدن وظهوره في منتدى الفنان محمد الماس يعد حدثا كبيرا حيث يتوافد على منزل الفنان محمد الماس كل الفنانين تقريبا لأنه كان دائما مايكون في جعبته الجديد والمثير من الأغاني والألحان .
وفي هذا الجو وهذه البيئة نشاء فناننا الكبيرالشيخ ابراهيم محمد الماس فقد ولد في منطقة كريتر في مدينة عدن عام1900م اوفي عام 1901م تفتحت عيناه و وعت أذناه ورأى الدنيا والبيئة كلها حوله نغم وطرب فقد كان والده الشيخ محمد الماس من كبار فنانين عصره كما سبق القول والبيت دائما ما يعج بالفنانين الكبار امثال الشيخ محمد العطاب وغيره من كبار الفنانين وكان منذ طفولته يجلس بين الفنانين وهو مغمور بتلك الأصوات والعزف الشجي و عند بلغوه سن الإلتحاق بالدراسة التحق بالمدارس الحكوميه حيث درس اللغة العربية واللغة الإنجليزية ومواضيع اخرى كانت مقرره في تلك الايام ضمن مناهج الدراسة في تلك المدارس والمعاهد هذا بالإضافة الى النشاطات اللاصفية التي كان يمارسها مثل الرياضه وحب الأدب العربي وخاصة الشعر القديم الذي ساعده كثيرا فيما بعد على نطق مخارج الحروف والألفاظ نطقا صحيحا .
شب الفنان ابراهيم محمد الماس وهو يستقبل الحياة بكل ثقة وعزم وكان حتى ذلك الوقت قد تدرب على العزف على آلة العود على يد والده بعد ان سمع والده صوته وطريقة أداء الألحان اليمنية والألحان المصرية وغيرها من الألحان كما تأثر ايضا بكبار عازفي العود في الوطن العربي لأنه كان دائم الإستماع الى تقاسيم العود من الاسطوانات الشمعية القديمة وكلما تقدم في السن كلما تعمق حب الغناء والعزف في نفسه فحفظ العديد من الأغاني الصنعانية وكذا القصائد والموشحات الدينية التي كانت سائدة في حينذاك على مستوى الساحة اليمنية.
استمر اهتمام الفنان والمطرب الكبير الشيخ ابراهيم محمد الماس بالقصائد والموشحات وكل انواع والوان الغناء العربي وازداد اهتمامه بالعزف على آلة العود وكان عزفه على العود يتحسن بطريقة ممتازه وذلك تحت رعاية وتدريب والده الفنان الشيخ محمد الماس الذي كان فنانا مشهورا كما سبق القول بل ان الوالد الفنان الشيخ محمد الماس كان قد سجل بعض الأغاني الصنعانية على اسطوانات لدى شركة أديون في تلك الأثناء كان ابراهيم طفلا صغيرا ولكنه كان شديد الولع بالأستماع الى والده الفنان الشيخ محمد الماس
ولما كبر وشب اخذ في الغناء والعزف في المجالس الخاصة بين اصدقائه واهله فلقي التشجيع والاستحسان من الجميع . اصبح الفنان والمطرب الكبير الشيخ ابراهيم محمد الماس معروفا كهاوي وفنان مقتدر عزفا وغناء فتسامع به الناس وتسامعوا بهذه الموهبة الجديدة ولكن الفنان الشيخ ابراهيم محمد الماس لم يكن يسعى الى شهرة العمر او فائدة مالية بقدر ماكان هاويا ومحبا للفن يعطيه كل وقت فراغه اضافة الى كل هذا الاهتمام بكل الوان الغناء اليمني كان الفنان ابراهيم محمد الماس يصقل موهبته بالإستماع الى كبار الفنانين العرب مثل الشيخ صالح عبد الحي وسيد درويش ومحمد عبد الوهاب والشيخ الصدقي و زكي مراد وغيرهم من اصاطيل الفن وسرعان ماكانت قدراته تلتقط هذه الألحان والأساليب الغنائية بسرعة مذهلة فقد كان يجيد اداء وعزف الأغاني المصرية والهندية والخليجية الى جانب اداء وعزف كل الوان الغناء اليمني .
كان الفنان ابراهيم محمد الماس يرفض الظهور في حفلات الزواج وغيرها من التجمعات والمناسبات الإجتماعية فقد كان خجولا بطبعه ميالا للعزله وعدم الاختلاط عدا بين اهله واصدقائه المقربين اليه .
وفي حوالي الثلاثين من العمر وبعد ان تزوج الفنان ابراهيم محمد الماس وصار ابا وتحمل مسؤلية عائلة بدء وبعد الحاح شديد من المعجبين و الاصدقاء بدء يفكر جديا في تسجيل بعض الأغاني على الإسطوانات الشمعية المعروفة بالإسطوانات الحجرية آنذاك فذهب الى شركة من الشركات التسجيل التجارية والتي كانت معروفة في ذلك الوقت في عدن الا وهي شركة اوديون لتسجيل الأغاني .
والجدير بالذكر ان الفنان الشيخ ابراهيم محمد الماس بعد ان اكتمل نموه في الغناء كان يمارس الغناء كهاو بين اصدقائه ومحبيه لأنه كما اشرنا كان موظفا حكوميا والهواية الموسيقية برأي الموسيقي المصري المعروف سليمان جميل ( تساعد على تكوين الفنان الأصيل فان الهواية ايضا تساعد على تكوين المتذوق الواعي للفنون الأصيلة ) وهذه حقيقة اكيدة فقد لعب هواة الغناء في اليمن دورا كبيرا في حفظ الألحان القديمة التي وصلت الى جيل اليوم على مدى قرون من الزمان وعندما قبل الشيخ ابراهيم محمد الماس بالتسجيل لشركات الاسطوانات مقابل مبالغ مادية كان في ذلك مضطرا لظروف والده وعائلته التي كانت تكبر مع الأيام حتى بلغ رقم ابنائه وبناته العشرة والشيخ ابراهيم محمد الماس يعد من مشايخ الغناء اليمني القديم برأي الحاج عوني حسن العجمي ومن خلال اسطواناته غطت شهرته الساحة اليمنية والجزيرة العربية بأسرها .
وقد توفي الشيخ ابراهيم محمد الماس في عام 1966م .
ليست هناك تعليقات:
أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع