Friday, March 14 2025

بين التفاؤل و التشاؤم .. ما تأثيرات اعتماد البنك المركزي اليمني على سعر صرف تأشيري ؟






عدن حرة / خاص

اعتمد البنك المركزي اليمني من مقره الرئيسي بالعاصمة عدن مؤخرا على سعر صرف تأشيري غير ملزم مقارب لاسعار الصرف السائدة في السوق المحلية  .

وهذا هو الاجراء الاول من نوعه الذي يعتمد عليه البنك المركزي اليمني منذ نقل مقره ومجلس ادارته من صنعاء الى عدن في العام 2016  ، حيث قام البنك بوضع سعر صرف تأشيري مقارب لسعر السوق على موقعه الالكتروني الرسمي، ويقوم بتحديثه يوميا وفقا لاسعار الصرف السائدة في السوق المحلية المضطربة.

يقول البنك ان لجؤه الى ذلك الخيار، جاء بطلب وتنسيق مباشر مع صندوق النقد الدولي، فيما يراه خبراء اقتصاد أنه اجراء غير صحيح وسيساهم في رفع اسعار الصرف، وسلب هيبة البنك المركزي كبنك للبنوك، مشيرين بأنه كان يفترض ان يقوم البنك بتحديد سعر صرف تأشيري ملزم، ينخفض تدريجيا، بحيث يكون سعر البنك هو من يتحكم بالسوق واسعار الصرافين وليس العكس، فيما يرى اخرون أن لتلك الخطوة تأثيرات إيجابية ايضا على المدى المتوسط.

وبين التفاؤل والتشاؤم، تضع عدن حرة بعض الأراء الاقتصادية هنا، كما تم نشرها:


التفاؤل

يرى الباحث الاقتصادي وحيد الفودعي أن هناك تأثيرين متوازيين لاعتماد البنك المركزي سعر صرف مقارب لسعر السوق، هما  :

الأول : سحب اكبر قدر ممكن من السيولة المحلية.

الثاني : رفد خزينة الدولة بإيرادات أعلى نتيجة البيع بسعر اعلى مما يساهم في دفع المرتبات والتقليل من عجز الموازنة.

وعلى المدى المتوسط يمكن التأثير ايجاباً على سعر صرف الريال اليمني.

ويقول الفودعي:  "لكن هذا الامر لا يهم المواطن المكلوم الذي يبحث عن معالجة خاطفة وسريعة لسعر الصرف الذي أصبح يؤرق الجميع من جهة، ومن جهة أخرى ان سعر الصرف في السوق وهمياً وليس له علاقة بالمتغيرات الاقتصادية".


وفي منشور اخرى، تطرق الفودعي الى نتائج المزاد الثاني لبيع العملات، اذ قال  :  "اقبال سبعة بنوك على المزاد مؤشر جيد، هذا المؤشر اجابة على سؤال: لماذا لم ينفذ البنك المركزي تهديداته السابقة ضد البنوك غير المتعاونة.، اعتقد واضح الاجابة..  لانها تعاونت".


التشاؤم

بالمقابل يقول الباحث الاقتصادي والمهتم بالشؤون المالية والمصرفية أيمن العاقل على صفحته في فيسبوك:  "كنت متفائل بتدخل البنك المركزي في السوق وقلنا بسم الله أول خطوات جيدة ، وما دام في سعر توازني أكيد البنك المركزي لن يتجاوز السعر التوزاني وإن تجاوزه قد يكون بحدود وهوامش معقولة ، إلا أن البنك المركزي إتخذ سعر السوق السوادء وهذا مؤشر خطير حتى وإن كان هناك توصيات أو ضغوطات من قبل صندوق النقد الدولي لإن حالة اليمن إستثنائية ، لذلك تدخل البنك المركزي حتى الآن يعتبر لا فائدة منه ولا جدوى إلا لشلة معروفة ،وأسعار الصرف لن تتحسن على المستوى القريب بل أن البنك المركزي يخسر سمعته الداخلية بشكل يومي . هناك تفاصيل كثيرة سنوضحها لاحقاً".

وأضاف العاقل:  "إذا كان البنك له أهداف من عملية المزاد منها سحب السيولة من السوق عبر إعتماد سعر صرف موازي للسوق السوداء فهذا من وجهة نظري غير منطقى لعدة أسباب منها :

1-عند إعتماد سعر تأشيري موازي لإسعار السوق وخاضع لقوى العرض والطلب فمن الصعب جداً أن تعيد للريال سعره التوزاني على المدى القريب ،و السعر الذي تعتمده الآن سيكون هو السعر الرسمي وبالتالي حتى لو حصل البنك المركزي على دعم مالي مثلاً عبر وديعة مالية أو غيرها سيكون التأثير محدود .

2- سحب السيولة من السوق يتطلب ضخ عملة أجنبية للسوق بملايين الدولارات وليس بالتقطير لإن الكتلة النقدية الموجودة في السوق أكثر من تريليون ريال يمني".



عدن حرة موقع اخباري جنوبي في اليمن

ليست هناك تعليقات:

أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع

يتم التشغيل بواسطة Blogger.