حرب شعواء قادمة على الجنوب (كلام من الأخير)
"قد تنتهي الحرب بنفس الاسلوب الذي بدأت فيه بجولة حرب لختم فصول المشهد الأخير، لكن قد تبدأ فصول مسرحية حرب اخرى بعد طي صفحة الحرب الحالية"..
ما يجري اليوم من تطورات في مأرب اليمنية الشمالية، وما يجري في شبوة الجنوبية العربية، هي تطورات ليس عادية، بما فيها انسحاب قوات التحالف العربي من شبوة والمهرة واماكن آخرى كانت تتواجد فيها.
وهذه التطورات قيد النظر والمتابعة، وقيد المراقبة لتطورات المشهد والاستعداد لكل الاحتمالات، وأسوأ الاحتمال يجب على شعبنا الجنوبي العربي وضعه نصب عينيه والعمل على مقاومته وافشاله والانتصار عليه، وهذا ما يعمل عليه مجلس الجنوب الانتقالي.
ما جرى وما سيجري هي تطورات جديدة..
هناك ارهاصات واضحة قائمة ومتسارعة، تدل على ان حربا شعواء قادمة، ترتب لها قوى الشمال والتي تحاول خلق ( تحالف جديد) بينها، لمواجهة الجنوب وقواته المسلحة ومجلسه الانتقالي، وذلك سعياً لاعادة احتلال الجنوب، لكنهم سيستطدمون بالمجلس الانتقالي " حامي حمى الجنوب وممثل قضيته الوطنية العادلة"..
ستصطدم قوى وقوات الشمال المعتدية والخائنة بواقع آخر، مثلما اصطدمت به مليشيات الحوثيين والمخلوع عام 2015م، لأن الجنوب العربي لم يعد مصلحة منفردة، بل مصلحة خليجية وعربية ودولية، وبات اليوم أقوى من ذي قبل.
بالتأكيد الحرب قائمة، ولم تنتهي فصولها النهائية، وقبل انتائها، تحاول قوى اليمن الشمالي، عدم نهاية الحرب، الا بإعادة احتلالهم للجنوب العربي، لكنهم لم يدركوا المتغيرات التي حدثت، المتغيرات الجيواستراتيجية والمحلية والاقليمية والدولية.
لم يدركوا انه أصبح مستحيل اعادة الجنوب العربي للإحتلال الزيدي، وان متغيرات اليمن الشمالي أصبحت لا تساعدهم على الانتصار، ولا تساعدهم على إعادة تحقيق احتلال الجنوب، فالجنوب العربي هوية وشعب لا يمكن أن يخضع لأي احتلال او استعمار..
لم يدركوا ان حربهم الاقتصادية عبر الشرعية المزعومة، لن تجدي، ولن يجدي تعذيبهم لشعب الجنوب العربي، ولم تعد تجدي أي أساليب، فقد سقطت كل الحيل والمؤامرات، ولن تكون ذات جدوى مع واقع جنوبي جديد، رغم كل ظروف الجنوب والحرب الاقتصادية و الخدماتية التي تشن عليه..
ومع ان الحرب دائما ما تكون طريقا مأساوية، وفعلا لا يوفر حلا للمشاكل، إلا ان اليمن الشمالي وقواه باتت غير مقتنعة بكل ما جرى، وستحاول مرة واخرى إعادة احتلالها للجنوب العربي ، دون استيعابها للمتغيرات والبدائل ودون خضوعها لواقعية ما انتجته الحرب من واقع..
كشعب جنوبي.. ليس من خيار امامنا الا الانتصار.. بحرب فرضت علينا اجبارياً وللمرة الثالثة على التوالي.. وسنخوضها بارادة فولاذية مؤمنيين بالله وبأننا مظلومين وطالنا الجور كثيراً.. وجائت لحظة خوض المنايا بشرف وعزة.. اما حياة بكرامة او موت بكرامة..
وطالما الاعداء لا يؤمنون بالسلام.. ومغترين لحد تجاوز الغرور.. وتجاوز الظلم والجور.. فذلك يجعل خوضنا القتال أمر مقدس لكسر هذا الغرور والتعجرف المليشاوي الارهابي اليمني الشمالي..
وكل شي الا كرامتنا وحدودنا وعرضنا وارضنا.. فسنواجه بكل ما اوتينا من قوة.. والنصر حليفنا باذن الله..
قال تعالى: "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".
وقال ايضا سبحانه وتعالى: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم".
ختاماً..
نحن ندعو الى ايقاف وانهاء الحروب، واعتماد السلام والحوار الحقيقي " الندي بين الجنوب العربي واليمن الشمالي" لإحقاق الحق، طريقا آمنا للحفاظ على الدم العربي والاسلامي، وتأمينا للمصالح المشتركة وعلاقات الشعبين واجيالهما القادمة ببعضهما، وان ما من طريق اليوم، إلا التعامل مع المتغيرات بعقل وقبول وقناعة، ويكفي دماء واشلاء، وقتل وحروب.
نقول لتجار الحروب داخليا واقليمياً ودوليا... دعوا الشعبين الجنوبي العربي واليمني الشمالي، يعيشان بسلام، كل له ارضه وحدوده، واعادة ما بينهما من مصالح مشتركة وعلاقات أخوية، وليتجه اليمن الشمالي لبناء نفسه، كما هو الجنوب العربي يجب ان يتجه لبناء نفسه ودولته، ويتم ردم الهوة بين البلدين.
فليكن السلام عنوانا جديداً، لليمن الشمالي وللجنوب العربي، بعد حرب أكلت الأخضر واليابس.. وليتم تجنب الحرب القادمة ، والسعي لعدم نشوبها..
في الجنوب لا نتمنى الحرب، لكن طغيان قوى اليمن الشمالي فاق حده، وتجاوز المعقول، ويجب على شعب الجنوب العربي وقواته، الاستعداد لخض تلك الحرب، والإنتصار لإنهاء طغيان قوى اليمن الشمالي، وختم المعركة بإنتصار الحق الجنوب العربي، على المعتدين من قوى اليمن الشمالي ومن يساندهم من الارهابيين وداعمي الارهاب.
#اديب_السيد
ليست هناك تعليقات:
أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع