اخر الاخبار
recent

هنا عدن .. جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية





عدن حرة / عدن

خذوا سنين من عمري ..
وأعيدوا لي يومآ واحدآ من ذلك الزمن لأموت فيه.. 

هنا عدن 
      جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 

الإهداء إلى من يهمه الامر 
     
كنا قليلون .. متحابون .. متوادوون ..

كنا نعرف بعضنا .. ونود بعضنا .. ونألف بعضنا ..
كنا مجتمع غير معقد ... ولا كسيح او مقعد ...

كنا نحفظ اسماء أمهات أصحابنا أكثر بكثير من حفظنا لاسماء آبائهم .. وهكذا كنا نحن كذلك بالنسبة لهم ...

حتى عناويننا ونحن صغار ... كانت بأسم الأمهات ..
بيت خاله كلتوم ...
بيت خاله روشان ...
بيت جده عتوق ..  
بيت خاله نظيرة ( أم الخمير )  
وياما ربت وطلعت من تحت مقلى الخمير رجال وبنات متعلمين ..

وبيت الست فاطمة .. 
وبيت الست أحلام...
وبيت الست ريحانة ... 
وبيت الست فريدة ..

كنا بمثابة نسيج عائلي كبير متجانس مع بعضه البعض ألوانه موزعة بتناسق جميل ليس فيه مايزعج أو ما يخرج عن التنسيق ... 

نعرف الأسماء فقط .. 
ولا نعرف آل التعريف للالقاب ... ولايهمنا اصلآ أن نعرف الانتماءات المناطقية ... لأن لا وزن لها في مجتمع كمجتمع عدن ...

لأن عدن لاتقبل لون واحد .. 
عبر التاريخ ...
فهي كقارورة عطر مخلوط لاتستطيع فصل جزيئاته ...

بل حتى لا نعرف الجغرافيا 
أين تبدأ وأين تنتهي .. !
لأننا كنا نؤمن أن عدن كلها هي بمثابة بيتآ واحد ... 
ونحن كلنا أسرة واحدة .. هكذا كان شعور جيل منتصف السبعينات وبداية الثمانينات ..

حقبة زمنية ذهبية من اجمل سنوات العمر وأحمد الله أنني كنت أحد أبناء ذلك الجيل المظلوم الذي لن يتكرر ..

حتى وقت البكور في ذلك الزمن كان له رائحة وعبق قلما يتكرر الآن ..
 كان وجه التراب نديآ .. وكنا نراقب آثار خطواتنا عليه ونحن ذاهبون إلى مدارسنا ..
..

إنها السادسة صباحآ ..
 هنا عدن ..
إذاعة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ..

كل بيوتات عدن تجد أثير الراديو يصدح منها ...
كل أم تحضر اولادها للمدارس .. 
كل موظفة وموظف يتأهب للخروج إلى موقف باص العمل قبل أن يمر ..

نخرج نحن الطلاب افواجآ متفرقة .. الشميز الأبيض الناصع 
والسروال القصير البني 
والشنطة على الظهر ..

ومازال عبق ذلك الندى 
يلازم ذاكرتي إلى الآن .. 

في كل زاوية على الشارع تجد مجموعة بلباس ابيض منتظرين باص مستشفى باصهيب 
أو مستشفى عبود أو الجمهورية ... 

ومجموعة أخرى في الركن الآخر منتظرة باص الموانئ 
وآخرون برتب عسكرية مختلفة منتظرين باص الداخلية
 أو سيارات الجيش .. 

وآخرون وأخيريات منتظرين باص مصنع الغزل والنسيج ومصنع المعدن .. ومصنع الأحذية .. وأحواض السفن ... 
عمال الإنشاءات .. 
والاملشن .. و .. و .. 

كانت عدن كلها كمجتمع تستيقظ في السادسة صباحآ ..
على أغنية صباح الخير من بدري امانه شلها ياطير ..
مع موجز قصير 
لاخبار سريعة 
 
ثم يأتي صوت الرائع المميز والمربي الفاضل الأستاذ أحمد عمر بن سلمان ... أطال الله في عمره ..
 ليعلمنا معاني الكلمات بالإنجليزية ومرادفاتها وقصص من بعض ثقافات الشعوب في برنامجة الشهير
 ( من كلمتين اتنين ) ...

هكذا كان زمني الجميل في ثمانينيات القرن الماضى ...

كنا قليلون .. متحابون .. 

ومع ذلك كانت ومازالت عدن 
أسيرة تلك العقليات التي انقسمت بين الاستئثار المفرط بالحكم .. 
أو الإفراط في التوجه القومي دون ضبط إيقاع التوجه الوطني أولا ..

دائما كانوا يضعون العربة قبل الحصان ..   

واليوم عدن تغرق بالجريمة .. والفساد .. والسلاح .. والمخدرات .. والاغتيالات .. ومن قبل كل ذلك مازالت عدن تغرق بالمجاري والظلام .. والغلاء الفاحش للاسعار

وسحق المواطن المتعب .. 
وسكتت الأقلام المحترمة .. 
وعوت الأقلام الأجيرة لتمدح 
فلان أو تلمع فلتان ..

والكل يدعي وصلآ بليلى ..
وفي الأخير .. لاشيء ل ليلى .. 

سوى الغرق بفسادهم وافسادهم واهمالهم ومماحكاتهم واحيانا مع سبق الإصرار والترصد ،،

 ليقضوا على آخر وجه واقدم وجه للتحضر والرقي والتسامح والتعليم والفن والثقافة والشعر والصحافة وملتقى الأديان على مستوى الجزيرة العربية والخليج ( عدن ) ..

ماذا بعد يا تجار الحروب .. !!
ماذا بعد يا مرددي مواويل الشعارات ... !!
ماذا بعد يا تجار الموت المقدس ... !! 

خذوا كل شعاراتكم القديمة والجديدة ...
 خذوا كل قصص الخرافات والأساطير ..
واحرقوا خلفكم خطب الرؤساء من سبق ومن لحق ومن سيكون ...
خذوا فسادكم ومصالحكم ..

 وأعيدوا لنا مجتمعنا ... 

ودعونا نرمم بيتنا .. ونصلح الضرر الذي اصاب الأجيال ،، 
 لعلهم يستطيعون أن يتخلصوا من عقدكم وامراضكم وتجارتكم ... 


اللهم إن عدن وأهلها قد مسهم الضر وانت ارحم الراحمين ..
فلا جار انصف ،، ولاقريب رحم ،،
ولا صاحب قرار حكم ..
فكن لها ولهم عوناً معيناً 
     يارب العالمين

فنون عدن










عدن حرة موقع اخباري جنوبي في اليمن

ليست هناك تعليقات:

أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع

يتم التشغيل بواسطة Blogger.