أفعال خطيرة و ردات فعل مبطولة ومناورات صادمة في إتفاق الرياض
* كرم أمان
مر عام كامل واسبوع الى جانبه حتى الان منذ توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة والانتقالي الجنوبي في اليمن
خلالها مر الاتفاق بردات فعل جنوبية ابرزها ثلاثة هامة، جميعها تداركتها السعودية سريعا وسريعا جدا بعكس مايحدث اليوم من قبل الشرعية من تباطئ وتململ وعدم وجود جدية لتدارك وتلافي هذه المراوغة في اعلان الحكومة.
فعندما يتعلق الامر بردة فعل من الانتقالي تبادر السعودية سريعا لتداركه باساليب عدة ومختلفة، اما فيما يتعلق الامر بالحكومة نشاهد مماطلة وتباطؤ تصل احيانا الى التحايل.
مجددا، كانت هناك ثلاث خطوات وردة فعل انتقالية جنوبية مهمة جدا نفذت على مر عام، لكن سرعان ماتدخلت المملكة وباشرت عمليات ضغط واوقفتها او ابطلتها، وهي كالتالي:
- في 25 ابريل اعلنت الادارة الذاتية للجنوب كردة فعل بحسب ما جاء في البيان: "في ظل استمرار الصلف والتعنت للحكومة اليمنية في القيام بواجباتها وتسخيرها لموارد وممتلكات شعبنا في تمويل أنشطة الفساد وتحويلها إلى حسابات الفاسدين في الخارج، بالإضافة إلى تلكؤها وتهربها من تنفيذ ما يتعلق بها من اتفاق الرياض". قبل ان يتم استدعاء الوفد من ابوظبي مجددا للرياض للتشاور
ومنذ 20 مايو تقريبا وحتى 29 يوليو اي حوالي شهرين، اعلنت السعودية التوصل الى الية لتسريع تنفيذ بنود اتفاق الرياض، بدأتها بتعيين لملس والحامدي مقابل الغاء الادارة الذاتية، مؤكدة انه خلال 30 يوم سيتم اعلان حكومة مناصفة متوافق عليها. وهو مالم يتم حتى اليوم رغم مرور 3 اشهر ونصف وسط استمرار التصعيد العسكري والعقاب الجماعي.
- في 25 اغسطس اعلن وفد الانتقالي تعليق مشاركته في اتفاق الرياض، واضعا 7 اسباب ومنها استمرار التصعيد والتحشيد العسكري في ابين وشبوة وحضرموت والمهرة، وعدم صرف المرتبات والمعاشات لمنتسبي الامن والجيش وغيرها، مع بقاءه داخل المملكة، وايضا سرعان ما تراجع عن ذلك القرار تحت ضغوط من الشقيقة الكبرى ولقاءات عقدها مع معين وال جابر وخالد بن سلمان، ووعود جديدة قطعت له.
- في 10 نوفمبر اعلن وفد الانتقالي نيته مغادرة السعودية مؤكدا انه ابلغ المملكة بذلك، بسبب تصعيد عسكري غادر في ابين اودى بستة شهداء و 8 جرحى واستمرار التماطل في اعلان الحكومة الجديدة، بينما لازال حتى اليوم داخل السعودية ولم يخرج قياداته بأي تصريح، كما لم يتم اعلان الحكومة التي استكملت كافة اجراءاتها وترتيباتها.
المناورات لازالت مستمرة والتململ مايزال قيد العمل، والمراوغة على اشدها، داخل الرياض، و ما يحز في النفس ان الشقيقة الكبرى رغم ادراكها وعلمها وتأكدها بخبث نوايا اطرافا في الشرعية ضدها وضد اجنداتها وسياساتها، ومتأكدة ايضا ان 6 سنوات من الفشل العسكري في جبهات القتال واستمرار وصول صواريخ الحوثيين وطائراتهم الى اراضي المملكة بمؤامرة من بعض من تحتضنهم في اراضيها وتسكنهم في فنادقها، لازالت تمارس سياسة قديمة بائسة منهكة عفى عنها الزمن وتجاوزتها الاحداث ونفضتها العقليات المدنية الحديثة، وتناستها الايام، بل وشطبت في قواميس الحروب الباردة وحتى الحامية منها، فلا رجعية ولا ماركسية باتت حاضرة بقوة في المشهد السياسي اليوم الذي تحول كثيرا وتبدل على نحو كبير.
وبعد هذا كله، هل سنرى مواقف مشرفة من الشقيقة الكبرى تنفض بها غبار الزمن وتستعيد من خلالها دورها القيادي في المنطقة؟!
وهل سيستمر الانتقالي في ردات فعله القوية التي تستخدم عادة لامتصاص غضب الشارع واحتقانه؟!
اما الشرعية فلن ننتظر منها شيئ بتشكيلتها الحالية وقواها ومراكز نفوذها القديمة المتجددة، فلن تتمكن من الشمال ولن تتقدم في الجنوب، ستظل كذلك مستفيدة من اطالة أمد الحرب والانقسامات، متلذذة بما يعانيه ابناء هذا الشعب المكلوم.
كرم أمان
صحفي عدني
ليست هناك تعليقات:
أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع