اخر الاخبار
recent

نبرة يمنية حادة في لقاءات حكومية مع المبعوث الأممي





عدن حرة / خاص

على غير العادة، وكما كان متعارف عليه ومعمول به في اللقاءات الحكومية باليمن مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث، والتي كانت دائما تتسم بالدبلوماسية العالية، سادت نبرة يمنية حادة اليوم الاثنين في لقاءات منفصلة مع غريفيث عقدت في الرياض.

اول تلك اللقاءات جرت بين الرئيس عبدربه منصور هادي مع غريفيث، وفي لقاء اخر جمع رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني بالمبعوث الأممي في الرياض، كلاهما ظهرت خلالهما نبرة يمنية حادة ومستهجنة لدور الأمم المتحدة في الازمة اليمنية.

في اللقاء الأول أكد الرئيس هادي لمارتن غريفيث ان اليمن " تتطلع الى عمل ملموس على الارض بعيدا عن العمل الاعلامي الذي يخلط الاوراق دون تحقيق نتائج ملموسة وتخلق الاحباط لدى الشارع اليمني وكذلك الحال فيما يتعلق بملف تبادل الاسرى ".

ويحمل كلام هادي اشارة مبطنة ان كل ما يقوم به غريفيث يعد شو اعلامي وخلطا للأوراق و لا يرقى الى عمل ملموس على الارض، مشيرا بأن ذلك يخلق الاحباط لدى الشارع، ومنها ملف تبادل الاسرى الذي لازالت بنود الاتفاق الاخير الخاصة به لم تنفذ حتى اليوم.

وفي لقاء اخر ايضا، اشار البركاني لغريفيث الى أن "  ميليشيات الحوثي تضرب عرض الحائط بكل قرارات مجلس الأمن والاتفاقات الموقعة معها، وتستمر في نهب الاموال من البنك المركزي في الحديدة وترفض الانصياع لنداءات العالم وتحذيراته من كارثة خزان نفط صافر وتمارس الاعتداءات المتكررة على المملكة العربية السعودية وتقوم بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على اراضيها وتهدد الامن في المنطقة والممرات المائية  ".

وبنبرة حادة حمّل البركاني " الامم المتحدة ومبعوثها الخاص الى اليمن المسؤلية الكاملة عن الممارسات التي يقوم بها الحوثيون ضد الشعب اليمني، معتبرا مواقف الأمم المتحدة متماهية مع ممارسات الحوثي ".

ولأول مرة، اتهم البركاني، الامم المتحدة بالوقوف الى جانب الحوثيين ومساعدتهم، اذ قال:  " إن دعوات السلام والتهدئة ووقف إطلاق النار انما تأتي في أوقات الحاجة لها لدى الحوثيين وليس لإيقاف نزيف الدم والدمار التي يحدثونه في المناطق التي حولوها الى ساحات قتال دائم ومستمر أضرَ بحياة الناس ومصالحهم ويمارسون هويتهم العدوانية على المواطنين بشكل لا يتفق مع الدساتير او القوانين والشرائع السماوية ".

ويبدو من خلال هذين اللقائين اليوم، ان هناك توترات حادة بين الحكومة اليمنية والامم المتحدة، قد تكون قائمة منذ مدة، لكنها طفت للسطح اليوم وظهرت جليا من خلال نبرات الحديث الحادة التي قيلت لغريفيث وجها لوجه في الرياض، ويعود اسباب ذلك الى الدعوات التي اطلقها غريفيث والامم المتحدة قبل ايام بضرورة وقف التصعيد في الساحل الغربي ومأرب والجوف، وسط تقدم مستمر للقوات الحكومية وتحقيقها انتصارات جديدة.

ومن بين الاسباب ايضا، ناقلة النفط صافر على البحر الاحمر والتي يرفض الحوثيين حتى اليوم تدخل المجتمع الدولي لاصلاحها وايقاف التسرب النفطي في البحر الاحمر، لكن كل ذلك لم يكن بداية للتوترات القائمة، فقد سبق ذلك امور واجراءات اخرى لا تصب في مصلحة الحكومة التي تعتبرها انها تدخلات اممية لانقاد ميليشيا الحوثيين وسعيا لاطالة أمد الحرب في اليمن.

بالمقابل هناك من يرى ان عدم جدية الحكومة في حسم الملف العسكري، فضلا عن عجزها عن ادارة المحافظات المحررة وتوفير ادنى متطلبات العيش فيها كالخدمات، بالاضافة الى عدم تواجدها في البلاد، في ظل تدهور حاد للعملة المحلية، جميع ذلك يضع الحكومة على المحك ويفقدها مصداقيتها وهيبتها ويضعف شرعيتها لدى المجتمع الدولي، الامر الذي يساهم في ايجاد حلول ومعالجات اخرى قد تكون غير مرضية للحكومة وغير كاملة للوضع القائم في اليمن.


عدن حرة موقع اخباري يهتم بشؤون مدينة عدن جنوب اليمن في جميع الجوانب والمجالات، ويركز على تاريخ عدن وحاضرها وواقعها الحالي

ليست هناك تعليقات:

أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع

يتم التشغيل بواسطة Blogger.