من ذكريات عدن زمان : الكركوس .. والحجة فطوم
صورة قديمة لزيارة العيدروس بعدن
((عدن حرة)) عدن: الثلاثاء
2014-04-08 21:42:15
تلعب فترة الطفولة دورآ هاما في حياة الإنسان حتى إن علماء النفس وجدوا إن الشروخ القديمة المؤلمة لا تزول من نفس الإنسان حتى مماته ، وأيضا اللمحات المرحة الجميلة تترك علامات البهجة والتفاؤل في الحياة وتقود الإنسان في مطلع عمره إلى حياة متزنة وسعيدة. في عدن الجميلة موطني وملاعب صباي كانت هناك مناسبات عديدة في كل المواسم نحتفل فيها وأيضا نشارك الطوائف الأخرى من أستوطنوا بلادنا نشاركهم في أفراحهم وكل المناسبات الكرنفالية لديهم - عدن بلاد العيد. كانت المناسبة الكبرى في طفولتنا "زيارة ولي الله الصالح العيدروس" ومن الأشياء الجميلة إن بيت العيدروس جيراننا في الحارة وبيتهم أمام بيت جدي عبد الله ناصر الشيبة البيضاني ، وكنا تربطنا ببيت العيدروس صداقة عميقة ، وكانت جدتي كلثوم بنت محمد عمر جرجره الشيبة البيضاني تقول لي إن بيت العيدروس منصب عدن هو بيت البركة والخير لحارتنا وكل حواري عدن.
قالت الحجة فطوم أصبر يا محمد با أعمر ماي فرست بوري وبا أجيب لك كيك زبيب أبو قلص و حليب باللوز حق فرحة الزيارة وقهوة ستنا خديجة في بركة منصب عدن العيدروس. يا حجة فطوم كان يوم زيارة العيدروس يوم عيد في حياتي وأنتظره بفرح شديد كانت بالنسبة لي مناسبة هامة وعائلية . تقوم جدتي كلثوم بدعوة كل أهلنا إلى البيت وتعمل وليمة ضخمة ، كانت جدتي تدعو كل أخواتها وأخوانها وأطفالهم ويتحول بيتنا إلى مخدره عائلية كبيرة ، كل الأطفال بنات وعيال نلعب في البيت وبعدها نروح لتحية "حُبابتنا الشريفة" زوجة منصب عدن وتعطينا الحلوى والفلوس وتمسح بيدها الشريفة الحنونة على رؤوسنا وهي تقرأ القرآن ،

كانت تفرح بنا وتدعونا عيال البيضاني. يتحول شارع العيدروس وحارة القاضي وحارة بيت الحداد وحارة بيت الشريف وحارة بيت النورجي إلى أكبر كرنفال وتنتشر المحلات للعب الأطفال والدراهين وبيع الحلويات ، ويستمر هذا العيد حتى منتصف الليل - كان يوم فرحة لكل الناس ، وتشترك كل الطوائف الساكنة في عدن بالإحتفال الكبير بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس.
يا حجة فطوم .. الأهم في هذه الإحتفالات التي كنا ننتظرها طويلآ هو "الكركوس" – أي ما يعرف الآن بمسرح الدمى ، هذه قفزة حضارية فريدة من نوعها أن يوجد في عدن مسرح للعرائس أو الدمى ، كان يدار بواسطة الأيدي وليس الخيوط كما في عصرنا هذا. هناك قصص الكركوس الضاحكة تدخل السعادة والضحك في عالم الأطفال و نفرح بها كثيرآ . قالت الحجة فطوم باندهاش شديد يا سلام على حضارة وتقدم عدن .. منذ الأربعينات عندنا أيضا إهتمام كبير في المسرح .
يا حجة فطوم .. الأهم في هذه الإحتفالات التي كنا ننتظرها طويلآ هو "الكركوس" – أي ما يعرف الآن بمسرح الدمى ، هذه قفزة حضارية فريدة من نوعها أن يوجد في عدن مسرح للعرائس أو الدمى ، كان يدار بواسطة الأيدي وليس الخيوط كما في عصرنا هذا. هناك قصص الكركوس الضاحكة تدخل السعادة والضحك في عالم الأطفال و نفرح بها كثيرآ . قالت الحجة فطوم باندهاش شديد يا سلام على حضارة وتقدم عدن .. منذ الأربعينات عندنا أيضا إهتمام كبير في المسرح .

يا حجة فطوم أهتم الإنجليز في عدن بالمسرح والثقافة المسرحية ,انشأوا في المدارس – مسرح مدرسي وفي نهاية كل سنة دراسية كنا نمثل المسرحيات التاريخية والثقافية ، ومن قمة الحضارة والتقدم في عدن كان يخصص يوم لحضور الأمهات ليشاهدونا ونحن نمثل على المسرح . كان هناك نشاط مسرحي ، ومنها فرقة المصافي الكوميدية وفرق أخرى والتي كانت لها شهرة كبيرة في البلاد.. لقد سبقنا شعوب الجزيرة العربية في هذا المجال الفني.
قالت الحجة فطوم يا محمد ما معنى كلمة العيدروس ، قلت لها تعني الأسد - إنه الأسد الكريم العظيم الذي حمى عدن .. ألف تحية وسلام لجارنا منصب عدن الشيخ مصطفى العيدروس.
* محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي القاهرة
ليست هناك تعليقات:
أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع