Sunday, March 16 2025

كيتي في عدن




جزيرة صيرة وقلعتها التاريخية بعدن


((عدن حرة)) عدن :
الاحد 2014-03-02 22:37:49


إنه الزمان الجميل الذي قد عبر – بدأت حلاوة الحياة والتقدم في شتى المجالات في 1950 – حتى الكثير من البلدان قد غيرت حياتها السياسية والثقافية والفنية في الشرق الأوسط وأفريقيا. غير الجيش المصري النظام ، وغير محمد عبد الوهاب وأم كلثوم تاريخ الموسيقى ، وجاء عبد الحليم ليغني للشباب – كانت أغنية "أنت عمري" و "صافيني مرة" هي الثورة الحقيقة في دنيا الفن . وجاءت فيروز والرحباني ليسمعوا العالم التحول الكبير القادم من أرض الشام كانت أغنية " وقف يا أسمر " – أدخلت الموسيقى العربية إلى عهد جديد بإستعمال الآلات الغربية وتطويعها لسحر الشرق ونغمه - فيروز والرحابنه في موعد مع القدر ودخلوا التاريخ . إحسان عبد القدوس سطع في عالم الشهرة بقصصه الجريئة التي تحولت إلى أفلام وهزت عقول الشباب.

بدأت عدن تستورد الجرائد والمجلات المصرية وحتى الحلويات المصرية والشامية . حطت على مدرج مطار عدن – ولأول مرة طائرة البوينج 707 لشركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية ، كان الناس يذهبوا إلى شرفة مطار عدن الدولي ليشاهدوا نزول تلك الطائرة الضخمة والفخمة حينها .. وجمال المضيفات الشاميات بالزي الجميل - كأنه حلم من الأحلام – وقصة فلم تحكي تاريخ شعب، في فترة زمنية قصيرة أستطاع أن يوجد مثل هذه التحولات في سير حركة التاريخ.

في بداية 1950 عاد شباب عدن الخريجين من بريطانيا والقاهرة ودمشق وبيروت وبغداد والخرطوم – عادوا لتغير عقلية الناس نحو التطور والثقافة والعلم ، وفتحت المعاهد والمدارس الفنية والمكتبات ، ودور السينما الفخمة ، وكانت أشهر الأفلام التاريخية تأتي من أمريكا إلى بيروت وبعدها إلى عدن – جوهرة الجزيرة العربية.

صُنعت ثورة في العلوم والفنون والشعر. أنطلق من عدن صوت الشاعر الخالد لطفي جعفر أمان – ليقول للدنيا " هنا عدن " من محطة الإذاعة في التواهي ، وفي عام 1964 كان تلفزيون عدن أول تلفزيون في الشرق الأوسط. هذه النهضة الجبارة التي أنطلقت في عام 1950 قد غيرت وجه الشرق الأوسط والإنسان بعد أن نام طويلآ وكثيرآ. تأسست في عدن الأحزاب والنقابات العمالية ومدارس الفكر السياسي.

إن المقدم جمال عبد الناصر كان مدرس تاريخ الإستراتجية العسكرية في الكلية الحربية في مصر ، وأدرك بحسه العسكري المتفوق إن الشرق في حاجة إلى بطل قومي – فقاد دباباته ليلة 23 يوليو 1952.

عام 1930 أقام أحد الفرس البمبة في صيره لبيع الثلج والماء البمبة ، وهناك مصنع يصنع المشروبات الغازية - تعبئة قوارير بدائية ضخمة تكفي العائلة والحارة ، وكان بها غاز قوي حين يشربه المواطن في حارة القاضي تسمع صوت *الجشعه* تجشئه إلى سوق الزعفران. 



في 1950 جاءت أحد المشروبات الغازية وأثارت ضجة في عدن ، كانت تعبأ في قارورة جميلة – خفيفة على المعدة وتختلف عن لمليت الفارسي - إنها " كيتي كولا " - نعم كيتي كولا في عدن . كانت أول المشروبات الغازية الحديثة تدخل عدن .

كانت رائعة وفي زجاجة أنيقة وجميلة .. تحفة فنية .. أحبها الناس ثم جاءت الكوكا كولا ، والببسي ، وسفن أب ، والكوثر ، والإستيم , وميرندا وكندا دراي. كل هذه المرطبات كانت رخيصة السعر. كان يوجد فنان عدني أعمى من أبناء التواهي يغني في مخادر النساء وغنى أغنية مشهورة في وقتها – "كيتي كولا في عدن" .

كيتي .. أحبها الناس وبقت ذكرى في تاريخ عدن.


* محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي القاهرة

ليست هناك تعليقات:

أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع

يتم التشغيل بواسطة Blogger.