Friday, March 14 2025

مخبازة البريقة .. والحجة فطوم




سوق البريقة الشعبي


((عدن حرة)) عدن :
الجمعة 2014-02-28 21:46:52



القاهرة تغوص في الأنوار البهيجة والفوانيس في كان مكان يحملها الأطفال ، المحلات مزدانة بالفوانيس إنها روعة الأضواء التي تتراقص على صفحة النيل – نيل جمال ومصر ، هذه الأنوار تعيد بي الذكريات نحو بلادي الجميلة عدن حين كانت تتلألأ في بحار من الأضواء والنور ، واليوم بلادي عدن وفي رمضان تعيش من غير كهرباء .

وأستعيد الذكريات وأحاول أن أكتب شئ يعيد البسمة إلى أهلي في عدن – على الأقل لا أحد يستطيع أن يمنع الناس من الضحك . تذكرت البريقة وسواحل البريقة – والليل في البريقة التي ضربت دور مهم في تاريخنا ولم يشار إليه كثيرآ . 



كيف نشأت وبنيت مصافي عدن ولماذا ؟ كانت وما زالت عدن تؤثر في المنطقة قديمآ أو حديثآ ، كان هناك حدث سياسي زلزل الشرق الأوسط في الخمسينيات وهو تأميم الدكتور مصدق للنفط في إيران، أجابته بريطانيا في بناء مصافي عدن في البريقة – كانت مصافي عدن في البريقة من أحدث المصافي في العالم ، وأختير لها أجمل ساحل في الدنيا – البريقة وبحرها الجميل – جمال البريقة.

قالت الحجة فطوم أصبر يا محمد با أعمر ماي فرست بوري وبا أجيب لك حُولايه عطريه وقهوة مزغول وبعدين حازيني عن البريقة والمصافي. قلت لها يا حجة فطوم مصافي عدن في البريقة مالكها الأول شركة الزيت البريطانية B P التي أنشأت المصفاة في الأعوام 1952 – 1954 وبدأت التشغيل في يوليو 1954 بطاقة تكريرية 150000 برميل في اليوم . 



قالت الحجة فطوم يا سلام عليك يا عدن وتلك الأهمية السياسية والتجارية التي تواجدت بسرعة خيالية في البناء والتطور ، يا حجة فطوم كانت مباني المصافي متطورة وحديثة - لقد طورا كل بناء حتى المخبازه – مخبازة مصافي عدن التي دخلت تاريخ المخابيز ، وكانت أول مخبازه حديثة أستعملت فيها الكراسي والأمياز بدل من المجالس الخشبية والسفره ، وغابت مطايب الحلبه الحيسي والحرض وأستبدلت مطايب معدن ، وغاب عن المخبازه لأول مره عراري المخبازه –

ضحكت الحجة فطوم وقالت مخبازه بلا عراري .. بلا مرفاله ، قلت نعم يا حجة فطوم أصرت بلدية البريقة والشركة عدم دخول العراري إلى المخبازه ، قالت الحجة فطوم مخبازه شغل لندن .. مش مخابيز شارع الزعفران.
 


يا حجة فطوم دخلت مخبازة البريقة وشعرت بالذهول لم أجد أصوات الشقاة العالية ، والعراري في صراع تاريخي فيما بينهم وبين الزبائن ، المخبازه يسيطر عليها النظام والهدوء والنظافة وجمال الكراسي والأمياز ، ونظافة الشقاة حق المخبازه كأنهم خريجين مطعم ماكسيم أو فندق ريتز في باريس .

وشعرت إني في مطعم الروك هوتيل في التواهي ، يا حجة فطوم كان ناقص عليهم موسيقى سيمفونية هادئة على أضواء الشموع ، ايش هذا ؟ أين ضجيج المخابيز ومعارك شقاة المخبازه مع الزبائن على الحساب ، أين الصراع مع العراري .. أشهر عراري في التاريخ – عراري مخبابيز عدن ، أين صوت الحاج حيدر كأنه الهدير وهو ينادي شقاة المخبازه : يا أواليد .. يا أوليد يا روفلات أين طلب جامعو فته موز ، أين الحلبه حق سعيد .. روحوا أرقدوا عند أمهاتيكم. جلست آكل في المخبازه وكان الأكل جيد مثل مخابيز كريتر ، ولكن أين جو المخابيز – القضية ليست قضية فته موز أو فته تمر وحلبة ، القضية أين مضرابة الزبائن مع شقاة المخبازه .. وصوت العراري.

وجاء المثل الصومالي الخالد : مخباسه ما تشوفي عري مش مخباسه.

قالت الحجة فطوم ضاحكة يعني تشتوا مخبازة المرفاله ومضرابة الشقاة والعراري – ما تشتوا مخبازة النظام والإحترام . قلت لها مخبازه من غير مرفالة الشقاة ومناتعت العراري – مش مخبازه ..

قالت الحجة فطوم ايش تشتي من سحور يا محمد . قلت لها خاور مخبازه.


* محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي القاهرة

ليست هناك تعليقات:

أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع

يتم التشغيل بواسطة Blogger.