صباح منصر
الفنانة الكبيرة : صباح منصر
صباح منصر.. أيقونة الأغنية العدنية.. لؤلؤة في قلب الغناء العدني، وقد شهدت مرحلة تدفقه
الراقي صو ًتا يهمس.. ينساب على أثير أبيض شفاف، ويهتز كما تهتز رفة عين وجناح فراشة، فلا يصرخ ولا يحتج ولا يثور.. لكنه يتأوه من الألم.. ويقطر من شدة الحزن.. يترتل بعمق
فيطربك بكبرياء لتحبه وتستزيده، ليحرك وجدانك بموجاته القصيرة والمشحونة شجنًا وطربا وعشقًا.
أغاني صباح منصر أغنيات حب قصيرة، برقيات عشق مستلهمة من مدينة تعشق.. تعشق الفن
والحب والنور والخير والتحضر.. كانت كذلك في مرحلة كانت عدن فيها تزخر بكل ما هو جميل.. شعر وموسيقى وتعليم وتحضروأصالة وتحرر.. ومن هذه المدينة الصبية دائمًا تعلمت صباح منصر الغناء وهي لا زالت طفلة، دون العاشرة، متأثرة ومستفيدة من خالها موسيقار اليمن الأول أحمد بن أحمد قاسم.
وفي مدينة كريتر وفي حافة القاضي، حي الفن والإبداع، تعرفت صباح منصر على طفلة موهوبة
هي الأخرى، رجاء باسودان.
وذهبت الطفلتان الموهوبتان لإذاعة عدن، ولم تكن إذاعة عدن ترد ذا موهبة، ففتحت لهما أبوابها،
عام 1958 لتشاركا في أوبريتات برامج الأطفال، تمثيلا وغناء.. وحققتا نجاحا كبيرًا.. وحققتا
انتشار اسميهما، وبافتتاح التلفزيون عام 1964 ،انتقلت إليه هيوصديقتها رجاء باسودان.
وبعد سنوات قليلة، وبسبب النضج الفني المبكر، أصبحت صباح منصر مطربة، نجمة الحفلات
العامة في عدن، وكذلك رجاء باسودان.
وكان أول من اهتدى لمرحلة النضج الفني المبكر لدى صباح منصر هو خالها الموسيقار أحمد
قاسم، فقدمها معه في دويتو بعنوان (حبيبي رجع لي) وكانت فرصة كبيرة ليتعرف خالها الكبير
على أبعاد صوتها ويوظفها خير توظيف ويمنحها شهادة اللياقة الفنية، ثم قدم لها أغنيتها
الخالدة (يا حبيب يسعد صباحك) من كلمات أحمد شريف الرفاعي. وسارع العطروش، ليقدم لها
أغنيات رائعة منها (زعلان مني) كلمات الشاعر الكبير الراحل عمر عبداالله نسير، كما غنت لعدد
من الشعراء والملحنين، ولا تزال أغانيها خالدة إلى اليوم.
ثم عادت بعد العام 1990 بسنوات قليلة لتتأكد أن جمهورها لا يزال يذكرها، فوجدت جمهورها
الكبير لا يزال يحبها ويسمع أغانيها ويشتاق منها لأغان جديدة، لكنها وجدت الساحة الفنية
بعدن مختلفة لا تشجع على الإبداع، بسببوجود صنعاء فيها، ممثلة بوزارة الثقافة، نعم وجدت
مخلصين بعدن، لكنهم قلة وليس بأيديهم فعل شيء، فقدمت بعض أغان رائعة، منها أغنية
(أشتي أنام)، ثم انسحبت بهدوء.. لم تشعر باستقبال رسمي كبير وحفاوة كبيرة كاستقبال
وحفاوة واستقبال وزارة الثقافة الخاصة بعلي عبداالله صالح وشركائه للفنانة اللبنانية هيام
يونس، التي كانت زيارتها للوزارة تدفع كل المسؤولين لمغادرة مكاتبهم لاستقبالها عند الباب،
صباح منصر تستحق تكريمًا عظيمًا وليس هامشيًا، لأنها جزء من تاريخ مدينة، من يصدق أنها
لا تستلم إلى اليوم دعمًا من صندوق التراث من وزارة الثقافة الشرعية، كما يسمونها، الذي يستلم
منه أنصاف مواهب وبلا مواهب.
# عن الايام
ليست هناك تعليقات:
أكتب تعليقك ورأيك في الموضوع